حزب الله- تهديد إقليمي وجريمة منظمة، ونهاية وشيكة

المؤلف: رامي الخليفة العلي10.11.2025
حزب الله- تهديد إقليمي وجريمة منظمة، ونهاية وشيكة

يشكل حزب الله، على مر السنوات الأخيرة، تهديداً متنامياً لمنطقة الشرق الأوسط قاطبة، وذلك من خلال انغماسه في فعاليات جمة تعصف بالاستقرار الإقليمي الهش. فمن ناحية، ينخرط الحزب في دعم وتوجيه الميليشيات المسلحة التي تقتتل في بؤر الصراع الملتهبة كالعراق وسوريا واليمن، الأمر الذي يؤجج نار الفتنة ويذكي أوار الصراعات الطائفية والإقليمية. لا يقتصر نشاط الحزب المشبوه على الدعم العسكري فحسب، بل يتعداه ليشمل لبنان الشقيق، حيث يمارس نفوذه وسطوته على الساحة السياسية والأمنية. وبعيداً عن ذلك، يتورط حزب الله بشكل متزايد في أنشطة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، لاسيما في تصنيع وتهريب المخدرات، التي تستهدف بشكل رئيسي الدول العربية في منطقة الخليج العربي الزاهرة. وقد غدت مادة الكبتاغون المخدرة اللعينة، التي يتم تصنيعها وتهريبها بكميات هائلة، برهاناً ساطعاً على هذا النشاط الإجرامي الآثم الذي يهدد أمن واستقرار المجتمعات العربية الأصيلة. لقد كان لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا تداعيات وخيمة في المنطقة، وتحول إلى ضربة موجعة لحزب الله على وجه الخصوص. فقد كانت سوريا تمثل نقطة الوصل الرئيسة في هذا المحور الممتد من طهران عبر سوريا والعراق وصولاً إلى جنوب لبنان، وكانت خسارتها تعني قطع الإمدادات الحيوية وتقويض النفوذ المتنامي. إلا أن الإدارة السورية الجديدة، بعد استتباب الأوضاع نسبياً، شرعت في اتخاذ خطوات جادة لمجابهة هذه التحديات الجسام. فبعد انسحاب حزب الله من مناطق استراتيجية مثل حمص والقصير، بالتزامن مع وقف إطلاق النار مع إسرائيل في لبنان، باشر الحزب في محاولة يائسة لإعادة تنظيم صفوفه المهزومة وتقييم أوراقه الرابحة والخاسرة. لكن الأخطر من ذلك يتمثل في معارضة الحزب الشرسة لسيطرة الدولة السورية الكاملة على الحدود اللبنانية - السورية، حيث عمد إلى مواجهة القوات الأمنية السورية التي اقتربت من الحدود عبر عناصر خائنة متعاونة معه بالخفاء. في المقابل، اتخذت الإدارة السورية الجديدة خطوات حاسمة وجريئة لتفكيك شبكات تجارة المخدرات الآثمة ومصادرة مخازن الأسلحة غير المشروعة، والأهم من ذلك، العمل الدؤوب على بسط سيطرتها الكاملة على الحدود من الجانب السوري، وهو ما يتطلب تعاوناً وثيقاً من السلطات اللبنانية المسؤولة. إن الجهود المضنية التي تبذلها الإدارة السورية لتأمين الحدود تمثل خطوة في غاية الأهمية ليس فقط لأمن سوريا واستقرارها، بل لأمن المنطقة بأسرها، حيث أصبحت القوات السورية خط الدفاع الأول الذي يساهم بفعالية في تسهيل مهمة حرس الحدود الأردني وأجهزة تطبيق القانون في دول الخليج العربي. وفي غضون هذا السياق، تبدو محاولات حزب الله البائسة لاستدعاء «الحس العشائري» محاولات يائسة ومحكوم عليها بالفشل مسبقاً، وهي أشبه برقصة الديك المذبوح، ولن تؤدي بالتأكيد إلا إلى تعزيز تصميم الإدارة السورية على الحفاظ على أمن وسلامة الأراضي السورية المقدسة. لقد استنزف حزب الله مقدرات الشعوب، وباع الوهم الكاذب لأتباعه السذج تحت شعارات زائفة تخفي خلفها أطماعاً ظلامية دفينة. هذا الحزب المارق، الذي اتخذ من المقاومة النبيلة غطاءً زائفاً، لم يكن يوماً إلا خنجراً مسموماً في خاصرة الأمة، يزرع الخراب والدمار ويقتات على معاناة الأبرياء المستضعفين. تاريخه أسود ملطخ بالدم، ومستقبله محكوم بعزلة قاتلة ومحققة، لأنه لا مكان في هذا العالم الفسيح لعصابات إجرامية تتستر بالدين الحنيف لتبرير جرائمها النكراء. لقد آن أوان سقوط القناع الزائف، وحان للأوطان أن تتحرر من قيوده الخانقة، فالتاريخ لا يرحم أحداً، وساعة الحساب قد دقت بالفعل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة